واجتمع فرانسواز نسين، وزير الثقافة، مع السفير البرازيلي لدى فرنسا للإعراب للشعب البرازيلي عن كل دعمه وتضامنه في مواجهة هذه النار المأساوية. وأكدت له فرانسواز نسين الخبرة الكاملة التي يتمتع بها وكلاء وزارة الثقافة، سواء في مجال التصوير الموسيقي أو حفظ أو إدارة المجموعات والمحفوظات.
وفي 2 سبتمبر/أيلول 2018، دمر حريق هائل المتحف الوطني البرازيلي للآثار والأنثروبولوجيا في ريو دي جانيرو. يعد المتحف أحد أهم متاحف التاريخ الطبيعي في العالم، وهو مؤسسة علمية وثقافية كبرى في البرازيل وأمريكا الجنوبية. وقد أنشئ في عام 1818 من قبل ملك البرتغال (قبل استقلال البرازيل في عام 1822)، وانتقل في عام 1892، في قلب حديقة كوينتو دا بوا فيستا، في قصر سانت كريستوفر، وهو عمل كلاسيكي جديد قام بتصميمه المهندس المعماري بيير جوزيف بيزيريات. ومنذ عام 1946، تدير المتحف الجامعة الاتحادية في ريو دي جانيرو.
وتغطي مجموعاتها، الغنية بأكثر من 20 مليون جسم ثقافي، ميادين التاريخ الطبيعي (علم الحيوان والجيولوجيا والبوتان وعلم الأحافير) وعلم الإنسان (علم الإنسان وعلم الآثار وعلم الإثنوغرافيا). وهم يشهدون، بفضل رسالة موسوعية، على تاريخ حضارات أمريكا اللاتينية (حضارات ما قبل كولومبيا لأمريكا الوسطى، وحضارات الأنديز، وعلم الآثار البرازيلي قبل الاستعمار، والثقافات الأمازونية) وقارات أخرى: مصر (مجموعة جان بابتيست بيلزوني، ثيبس وكارناك)، البحر الأبيض المتوسط القديم (سيراميك يوناني وروماني، جص بومبي وهيركولانيوم، مجموعة إيمبريس تيريز كريستين)، أفريقيا، أوقيانوسيا، أنتاركتيكا.
كما يضم المتحف الوطني لريو دي جانيرو أكبر مجموعة من الأشياء (30,000) التي تشهد على الثقافة المادية للشعوب والثقافات الأصلية في البرازيل، فضلا عن الثقافة الأفريقية والبرازيلية - الأفريقية.
وبالنسبة للبرازيل والباحثين في مختلف أنحاء العالم، فإن هذه الكارثة تمثل كارثة كبرى للمعرفة بتاريخ البلاد وفهم تنوعها الثقافي والطبيعي.
وفي الوقت الحالي، لا تعرف أسباب الحريق ويحاول فريق المتحف تقييم حجم الخسائر. تم استهلاك كافة السجلات التاريخية. إن العديد من خصائص التراث الرئيسي والمصلحة العلمية تدمر بشكل دائم، مثل أحفور لوزيا، أقدم الإنسان (C.11 500-13 000 عاما) الذي اكتشفه في البرازيل في عام 1974 فريق فرنسي برازيلي أو هيكل عظمي طوبائي Maxakalisaurus، أحد أعظم الديناصورات في البرازيل. وقد اختفى أيضا النيزك الذي عثر عليه بنديغو في عام 1794، وهو واحد من أهم النيازك في العالم (5.36 تسلا)، وهو نسخة طبق الأصل (قبل عام 1811) من عرش ملك أوماي، أداندوزان.
وإلى جانب هذه القطع الرمزية، دمرت قطاعات كاملة من التراث الثقافي البرازيلي (المحفوظات الحية والذكريات البشرية).
إن المتاحف الفرنسية (وأبرزها المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، ومتحف الإنسان، ومتحف كي برانلي جاك شيراك) شريكة قديمة للمؤسسات الثقافية البرازيلية التي أقامت معها تعاونا علميا. ففي عام 1985، ولكن بشكل خاص في عام 2005 (عام البرازيل في فرنسا) وعام 2009 (عام فرنسا في البرازيل)، تمكن الشعب الفرنسي من استكشاف الحيوية الثقافية في البرازيل. وقد أسهمت اتفاقية واشنطن بشأن التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض )1973( في زيادة الوعي بقضايا حماية التراث الطبيعي التي نقلها الاتحاد إلى البرازيل )المؤسسة الهندية الوطنية(.
وتوجد أفرقة المتاحف الفرنسية تحت تصرف الافرقة البرازيلية بالكامل، بالاتصال بخدمات سفارة فرنسا في البرازيل، كما أكد السفير الذي أجرى معه أيضا وزير الثقافة تبادلا.